المتنبي وجفاء سيف الدوله الحمداني له

فقد سبق ان قولنا ان المتنبي قد ارتبط بصداقه قويه لسيف الدوله فقد فضله سيف الدوله علي سائر الشعراء المستظلين بظله ولكن ما الذي ادي الي التحول هذا من صداقه وعلاقه قويه الي جفاء وعداء وعتاب فنبدء سويا في الاجابه علي ذلك
تشير الروايات ان سيف الدوله الحمداني مورست عليه ضغوطا كبيره للتخلص من المتنبي وقتله وتسليمه بيد ان هذه الضغوط قد اتت ثمارها وبدء المتنبي يعلن ملمحا عن جفاء سيف الدوله له وانه لم يسرق مكانته عند سيف الدوله ولم ينالها مجامله فانظر قوله
لم يات الي الجميل سهوا ..... ولم اظفر منه استراقا
ثم ينتقل التصريح الي تلميح الي الشكوي بعامه فانظر قوله
اهم شي والليل كآ نها ...... تطاردني عن كونه واطارد
وحيد من الخلان في كل بلده ..... اذا عظم المطلوب قل المساعد
الي ان نصل الي قصيده المتنبي الميميه التي تعد اصدق دليل علي ادانه سيف الدوله الحمداني وهذه القصيده التي عبر فيها المتنبي عن الامه وفيها يقول
واحر قلباه ممن قلبه شبم ..... ومن بجسمي وحالي عنده سقم
مالي اكتم حبا وقد بري جسدي ..... وتدعي حب سيف الدوله الامم
ان كان يجمعنا الحب لغرته....... فليت انا بقدر الحب نقتسم
يا اعدل الناس الا في معاملتي .... فيك الخصام وانت الخصم والحكم
فيحاول المتنبي تنبيه سيف الدوله عما يحدث حوله من مآمره ولكن هيات فقد صم اذان صاحبه واغمض عينه وقد عبر عن ذلك في قوله
اعيذها نظرات منك صائبه ....... ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره ..... اذا استوت عنده الانوار والظلم
بل واغري سيف الدوله بعض شعراء مجلسه للتحرش بالمتنبي وهجائه ومنهم شاعر يدعي سامري فهجاه فرد عليه المتنبي بقوله
اسامري ضحكه كل رائي ...... فظنيت وكنت اغبي الاغبياء
ولم يكتفي سيف الدوله عند هذا الحد فقد اغري بعض غلمانه للتحرش بسيف الدوله ومحاوله قتله والقضاء عليه ثم كان ما كان من تعرض غلمان ابي العشائر له وقتله وما نظن ان غلمان ابي العشائر لم يقوموا بذلك الا بعد الرجوع لسيف الدوله وعلي ذلك فليس بمستغرب من شخص يدعي ان خالويه مقبلا علي ضرب المتنبي بمفتاح فشج راسه في مجلس سيف الدوله طالما سيف الدوله مغض عن ذلك